بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 17 بتاريخ الجمعة يوليو 28, 2023 12:24 pm
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير
صفحة 1 من اصل 1
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير
فصل في قوله تعالى :
{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}
البقرة 216
في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد:
فان العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب والمحبوب قد يأتي بالمكروه
لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة
ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة
لعدم علمه بالعواقب فان الله يعلم منها مالا يعلمه العبد.
وأوجب له ذلك أمورا
1- امتثال الامر:
منها أنه لا انفع له من امتثال الأمر وان شق عليه في الابتداء لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات
ولذات وأفراح وان كرهته نفسه فهو خير لها وأنفع وكذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهى
وان هويته نفسه ومالت إليه وإن عواقبه كلها آلام وأحزان وشرور ومصائب
وخاصية العقل تحمل الألم اليسير لما يعقبه من اللذة العظيمة والخير الكثير
واجتناب اللذة اليسيرة لما يعقبه من الألم العظيم والشر الطويل.
فنظر الجاهل لا يجاوز المباديء إلى غاياتها والعاقل الكيس دائما ينظر إلى الغايات من وراء ستور
مبادئها فيرى ما وراء تلك الستور من الغايات المحمودة والمذمومة فيرى المناهي
كطعام لذيذ قد خلط فيه سم قاتل فكلما دعنه لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السم
ويرى الأوامر كدواء كريه المذاق مفض إلى العافية والشفاء
وكلما نهاه كراهة مذاقه عن تناوله أمره نفعه بالتناول
ولكن هذا يحتاج إلى فضل علم تدرك به الغايات من مبادئها
وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤول اعند الغاية
فإذا فقد اليقين والصبر تعذر عليه ذلك وإذا قوى يقينه وصبره هان عليه كل مشقة يتحملها
في طلب الخير الدائم واللذة الدائمة
2· التفويض الى الله
ومن أسرار هذه الآية إنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور
والرضا بما يختاره له ويقضيه له لما يرجو فيه من حسن العاقبة.
ومنها أنه لا يقترح على ربه ولا يختار عليه ولا يسأله ما ليس له به علم فلعل مضرته وهلاكه فيه
وهولا يعلم فلا يختار على ربه شيئا بل يسأله حسن الاختيار له وأن يرضيه بما يختاره
فلا أنفع له من ذلك ومنها انه إذا فوض إلى ربه ورضى بما يختاره له
أمده فيما يختاره له بالقوة عليه والعزيمة والصبر وصرف عنه الآفات
التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه وأراه من حسن عواقب اختياره له
ما لم يكن ليصل إلى بعضه بما يختاره هو لنفسه
3· تفريغ القلب من الشواغل:
ومنها أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات
التي يصعد منه في عقبة وينزل في أخرى ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه
فلو رضى باختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به فيه
وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه لأنه مع اختياره لنفسه
ومتى صح تفويضه ورضاه اكتنفه في المقدور العطف عليه اللطف به فيصير بين عطفه ولطفه
فعطفه يقيه ما يحذره ولطفه يهون عليه ما قدره إذا نفذ القدر في العبد
كان من أعظم أسباب نفوذه تحيله في رده
فلا أنفع له من الاستسلام وإلقاء نفسه بين يدي القدر طريحا كالميتة فان السبع لا يرضى بأكل الجيف.
من كتاب الفوائد لابن القيم تحقيق على الحلبى
موقع داعى الى الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أبريل 17, 2011 12:21 am من طرف زائر
» اجمل فاصل حدودي على الاطلاق
الأربعاء مارس 16, 2011 11:43 pm من طرف ~لولا~
» حادثةٍ عجيبةٍ تحكي مَشْهداً عظيماً للخاتمة الحسَنة
الأربعاء مارس 16, 2011 11:31 pm من طرف ~لولا~
» تفسير سورة ق
الثلاثاء مارس 08, 2011 7:25 pm من طرف حاصد الارواح
» لعملاء الاتصالات السعودية (stc) طريقة الغاء الرسائل التي تستهلك منك رسوم شهرية
الإثنين مارس 07, 2011 1:35 am من طرف Admin
» عصير البرتقال لمكافحة الكوليسترول
الأحد مارس 06, 2011 5:32 pm من طرف حاصد الارواح
» اكتشاف جينة تسبب موت الرضع المفاجئ
الأحد مارس 06, 2011 5:32 pm من طرف حاصد الارواح
» علاجات جديدة تعطي مرضى السرطان حياة أطول
السبت مارس 05, 2011 3:14 pm من طرف حاصد الارواح
» الشاي الأخضر يقلل نمو الخلايا السرطانية
السبت مارس 05, 2011 2:21 am من طرف حاصد الارواح